responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 12

 

وهكذا يكون لاعتقاد القداسة دوره الكبير في فهم القرآن الكريم، وفي التأثر به، والانفعال له.. بل إن الكثير من التساؤلات التي قد يوحي بها الشيطان أثناء القراءة تزول مباشرة عند تذكر أن هذا الكلام كلام الله خالق كل شيء، ومالك كل شيء، من{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 50]، والتي تشكل عقبة كبيرة في عقول التنويريين، لا يستطيعون استساغتها، بينما يقرؤها المؤمن بذوق عظيم، وروحانية عالية، لأنه يعلم من خلالها مكانة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) عند ربه، وكيف خصه بهذا التخصيص، ويرتبط من خلال تلك القراءة بالله ورسوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، ويزداد إيمانا بهما.

لكن التنويري، يحاول الفرار من تلك الآية وغيرها، ويلتمس الحيل الكثيرة لذلك.. وربما يوقعه سوء ظنه في الكفر والجحود.. وهو ما نص عليه القرآن الكريم نفسه عندما قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء: 82]

فالآية الواحدة يقرؤها المؤمن؛ فيزداد بها يقينا ونورا وهدى، ويقرؤها من حجب بعقله التنويري؛ فيقع في الأوهام وسوء الظن، وقد يبحث في القواميس ليحرف الكلم عن مواضعه، ويحول من القرآن الكريم أداة للتلاعب بالألفاظ

نام کتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست