نام کتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145
هل اقترب عصر الدجال
مما دلت عليه
النصوص المتواترة من السنة المطهرة، بل مما دلت عليه أديان الشعوب المختلفة ظهور
الدجال، الذي تجتمع فيه كل أنواع الفتن، ما ظهر منها وما بطن.. بل إن التحليل
البسيط لحركة التاريخ يدل عليه.. ذلك أن المشروع الشيطاني يكتمل عنده، فعنده يجمع
الشيطان كل ما تعلمه في تاريخه الطويل من إغراءات ووساوس وتضليلات..
ولهذا ورد في
النصوص المقدسة أنه يستطيع، وبحركات بسيطة أن يوفر لمن يتبعه كل المرافق التي
يحتاجها، بل حتى تلك التي لم يكن يحلم به، ففي الحديث عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء
فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً، وأسبغه ضروعاً،
وأمده خواصر. ثم يأتي القومَ فيدعوهم، فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين
ليس بأيدهم شيء من أموالهم. ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها
كيعاسيب النحل)[1]
وهذا الحديث
بهذا الوصف الذي ذكره رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
والذي راعى فيه قدرات البيئة التي كان فيها، والتي لم تكن ترى من فتن الدنيا إلا
ذلك الغيث البسيط الذي ينزل من سمائها، أو ذلك العشب الأخضر الذي يكسو أرضها.. وهو
يشير بلسان حاله إلى أمور أكبر وأخطر.. وهي تلك الكنور التي تتبعه وتسير خلفه
وتسخر له.