وبهذا الوجه أيضا يفسر ذلك النص الذي فهم منه التنويريون خلاف مقصوده؛
فإقامة الكتاب في هذه الناحية هو لزوم اتباع الرسول الجديد الذي تنسخ برسالته جميع
الشرائع.
وهذا ما فعله النصارى أيضا؛ فعندما جاء وفد نجران طولبوا بالإسلام، ولم
يطالبوا بالاعتراف المجرد برسول الله a دون اتباعه، وقد نزلت آيات كثيرة في ذلك، ومنها آية المباهلة
المعروفة.
بالإضافة إلى ذلك كله، فإن كل النصوص الواردة في الكتاب المقدس لدى اليهود
والنصارى، تخبر أن كل أنبيائهم بما فيهم المسيح عليه السلام خاص ببني إسرائيل، وهم
شعب محدود العدد جدا، فكيف نجيز لهؤلاء الذين يتبعونه في أصقاع الأرض، وهم ليسوا
من بني إسرائيل في نفس الوقت الذي لا نطالبهم فيه باتباع الرسول الذي أرسل للناس
كافة.
فقد ورد في [متى:2: 6]: (وأنت
يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي
إسرائيل)
بل حدث المسيح
عليه السلام عن نفسه، فقال، كما في متى (15: 24):(لم أرسل إلا إلى خراف بيت
إسرائيل الضالة)
وعندما جاءته
المرأة الكنعانية أعرض عنها، لكونها ليست من القوم الذين كلف بهم، كما في [متى 15:
23 ـ 27]: (ثم غادر يسوع تلك المنطقة، وذهب إلى