نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90
كلدانية،
وأستاذتها رهبان مارونيون.. ومع ذلك كانوا عاشقين للعربية، حتى أنهم كانوا يحفظون
القرآن الكريم ونهج البلاغة لأجلها.. وقد روي من شدة حرص ناصيف على أصول اللغة
العربية، أنه كان لا يتحدث إلى أبنائه إلا بالفصحى.. وذات يوم طلب من ابنته
الصغيرة وردة (التي أصبحت فيما بعد أديبة معروفة) أن تناوله قنينة ماء ليشرب.
وناولته إياها وهي تقول: تفضل يا أبي هذه هي القنينة (بفتح) القاف، فقال لها بغضب:
اكسريها (وهو يقصد كسر القاف) فما كان منها إلا أن ألقت بالقنينة على الأرض
وحطمتها.. حينها صفق اليازجي بيديه حسرة وأسفا وقال: هذا ما جنته اللغة علي. رحمك
الله يا أبا العلاء المعري!
هذا
نموذج واحد.. والنماذج أكثر من أن تحصى وحسنها منها الدور الذي قام به الأدباء
الكبار من أمثال جبران خليل جبران، وإيليا أبي ماضي، وميخائيل نعيمة، غيرهم كثير
في خدمة الأدب العربي، وتطويع العربية للواقع الجديد.
وأختم
هذه النماذج المليئة بالعبر بكلمة للمؤرخ المعاصر المعروف د. نقولا زيادة في مجلة
العربي الكويتية أيلول 2004، فقد قال: (علينا أن نتقن لغتنا، وإتقان هذه اللغة
يقضي بأن يُقْبِل كل واحد منا على القرآن الكريم فيفهمَه فهماً صحيحاً. أما المسلم
فله على ذلك أجره عند ربه، وأما الباقون فلهم على ذلك أجرهم عند نفوسهم وعند
أبنائهم، الذين يُربُّونهم عندئذ تربية عربية خالصة)
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90