نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21
هي الحقيقة، لا من يزعم أنه يمثلها.
وقد عبر القرآن الكريم عن تخلف هذا الميزان في عقول ونفوس أقوام الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام الممتلئين بالعنصرية، فقال: ﴿ بَلْ قَالُوا إِنَّا
وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾
(الزخرف:22)
ويخبرنا عن ذلك الموقف السلبي الذي وقفه العنصرون من دعوات الأنبياء بسبب
أنانيتهم حرصهم على هويتهم وهوية أجدادهم، فقال: ﴿ قَالَ أَوَلَوْ
جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا
أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ (الزخرف:24)
ولذلك، فإن الميزان الذي الذي يضعه القرآن الكريم للدلالة على التجرد للحق،
والتخلص من الأنانية والقومية والعصبية هو ما عبر عنه قوله تعالى:﴿ لا
تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾(المجادلة:22)
ويعقب القرآن الكريم مبينا العوض الإلهي لهؤلاء الذين باعوا الفرح والزهو
بالقومية والشعوبية والعشائرية بفرح الانتماء لله رب العالمين، جزاء لا يمكن تصوره،
وعوضا لا يفقه إلا من ذاقوه، قال تعالى:﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ
الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا
عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
(المجادلة:22)
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 21