نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15
الله تعالى من الأطيار، فخاطبه كل طائر منها بلغته، وقال: السلام عليك يا
ولي الله، فسكنت نفسه إلى ذلك كان في يدها أسيرا)
وهي تنطلق في ذلك من قرءاة عرفانية لقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2].. فالله رب العالمين، وليس ربا لقوم دون
قوم.. ولذلك هي تنظر للأقوام جميعا بهذا الاعتبار، فلا تحقر أحدا من الناس.. وكيف
تحقره.. والله هو الذي خلقه؟
وهي لذلك أيضا لا تتجرأ أن تفضل عرقها على أي عرق آخر.. وكيف تفعل ذلك، وبأي
اعتبار، وهي ترى نفسها وقومها وكل شيء من الله وبالله ولله.. وإن جاز لأحد أن
يفضل.. فهو الله تعالى، لأنه هو الخالق والمالك، ولا يجوز لأحد أن يكون شريكا له
في ذلك، وإلا وقع في الفخ الذي وقع فيه إبليس حين فضل نفسه على آدم.
وهي كذلك تقرأ كل شيء باسم الله.. كما أمر الله تعالى بذلك، فقال:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1].. ويستحيل
على من قرأ الأشياء باسم الله أن يقع في فخاخ الأنا.. لأنه يرى الأشياء كلها
سماءها وأرضها ملك لله.. فلا يقول عن أي شيء: هذا لي.. بل يقول دائما: هذا لله.
وهي فوق ذلك كله تعتبر اللغة وسيلة.. وتعتبر اللغات جميعا طرقا للرحلة إلى
الله، لأنه الهدف الوحيد في الوجود.. وما عداه وسائل.. وقد عبر الشيخ ابن عليوة عن
هذا المعنى أثناء رده على من تستعبدهم اللغات، ولا يلتفتون لما
نام کتاب : دعوها.. فإنها منتنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15