هذه مقالات كتبتها
في مناسبات مختلفة، لكنها تجتمع جميعا حول الدعوة إلى شيء واحد، وهو العودة لمصدر
الحقيقة الصافية الذي لم يتلبس بوهم، ولم يختلط بهوى، ولم يلم به الشيطان، ولا
أذناب الشيطان.
وذلك المصدر
المقدس لا يتمثل إلا في الوحي الإلهي المعصوم، والذي جعله الله تعالى مرجعا عند
التنازع، وعدم التنازع.. كما جعله مرجعا لنعرف من خلاله حقائق الإنسان والكون
والحياة، ونسير وفق سنن الله وقوانينه ونظامه الذي وضعه لها جميعا.
لكنه ـ عند
تتبع مسار الأمة من خلال تاريخها وتراثها ـ نجد هجرا مقصودا أو غير مقصود لذلك
المصدر المقدس، واللجوء بدله إلى الكثير من المصادر الممتلئة بالوهم، وتحت أسماء
مختلفة، كالسلف أو الخلف أو الكشف أو الشهود أو الإلهام.. أو غير ذلك من الأسماء.
ولأجل مراعاة
كل تلك المصادر البديلة التي زرعت الأوهام في واقعنا وديننا تعرض القرآن الكريم
للكثير من التأويل والتعطيل والهجر..
وبما أنه لا
يمكن حصر مظاهر الوهم، وكيفية تسلطها على الحقائق وتشويهها لها، فقد اقتصرنا على
نماذج متفرقة منها، لتدل على غيرها.. ذلك أن كل هذه السلسلة [الدين والدجل] محاولة
للبحث عن مصادر الوهم ومظاهره في المدارس الإسلامية المختلفة، وبيان وجوه مخالفتها
أو صراعها مع الحقائق.
وأحب أن أذكر
هنا لأولئك المثبطين الذين يرون في نشر مثل هذا نشرا لغسيل هذه الأمة، وتشويها
لها، وأننا بذلك نناقض ما ورد في النصوص المقدسة من خيرية هذه الأمة، كقوله تعالى:
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران:110]،
وقد غفل