من الأساليب
التي كان يستعملها المشركون لصرف الناس عن دعوة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
ـ كما يذكر القرآن الكريم ـ محاولة تصدير أكبر كم من المعارف المختلطة بالأوهام،
لينصرف الناس عن وحي رب العالمين إلى الوحي المضمخ بوساوس الشياطين.
وقد أشار
القرآن الكريم إلى هذا النوع من أنواع التضليل، فقال: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن
يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِين﴾ [لقمان:6]
وأشار إلى
تلك التصرفات التي كان يمارسها أعداء الدين حينما كانوا يلجأون إلى إثارة الشغب،
ونشر كل ألوان اللغو، لينصرف الناس عن سماع الهدى الإلهي الصافي، فقال: ﴿وَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ
لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُون﴾ [فصلت:26]
وهكذا، فإن
الشيطان الذي لا يحزنه شيء كما يحزنه هدي الله الممتلئ بالصفاء والطهارة، راح
يستعمل كل الوسائل ليكدر ذلك الصفاء، وليضيف لتلك المنابع الطاهرة ما ينجسها
ويشوهها ويحرفها، بل ويحولها إلى سموم قاتلة لا إلى هدي تحيا به الأرواح وتطهر
وتزكو.
ومن هذا
الباب راح إلى ما جبل عليه الإنسان من شوق للتعرف على أسرار الأشياء وحقائقها،
ليستخدمه لإفراز ما يريده من تشويه وتحريف للدين، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا،
فقال: ﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ
عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون﴾ [البقرة:169].
وعلمنا كيف
نواجهه، فقال: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ