responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 109

ويتخيل أنه في الحاصل وهو من الفائت. وهو كمن آمن ببعض وكَفَرَ ببعض، ولا سيما وقد علم أنَّ أَلْسِنَةَ الشرائع الإلهية إذا نطقت في الحق تعالى بما نطقت إنما جاءت به في العموم على المفهوم الأول، وعلى الخصوص على كل مفهوم يفهم من وجوه ذلك اللفظ بأي لسان كان في وضع ذلك اللسان. فإن للحق في كل خلق ظهوراً: فهو الظاهر في كل مفهوم، وهو الباطن عن كل فهم إلا عن فهم من قال إن العالم صورته وهويته: وهو الاسم الظاهر، كما أنه بالمعنى روح ما ظهر، فهو الباطن. فنسبته لما ظهر من صور العالم نسبة الروح المدبِّر للصورة. فيؤخذ في حد الإنسان مثلًا ظاهره وباطنه، وكذلك كل محدود. فالحق محدود بكل حد، وصور العالم لا تنضبط ولا يحاط بها ولا تعلم حدود كل صورة منها إلا على قدر ما حصل لكل عالم من صورته)[1]

وبناء على هذا وضع ابن عربي وأتباعه عقيدة خاصة بالله، ممتلئة بالغيبيات التي لا دليل عليها لا من الكتاب ولا من السنة ولا من العقل.. فإن سئلوا عن دليلها ذكروا أنه الكشف.. فإن سئلوا: هل كشف لكم أنتم هذه المعاني.. أم أنكم تلقيتموها تقليدا؟.. وطبعا جوابهم هو ذلك التقديس الذي يولونهم لمن يسمونه الشيخ الأكبر، فأصبح كلامه نصا مقدسا لا يحتاج إلى براهين تثبته.

وما ذكرناه هو جزء بسيط من جرأة ابن عربي على الغيبيات، وإلا فإن كل كتبه تتناول هذه الغيبيات بطريقة عجيبة، فهو يتقبل كل ما ورد في الروايات من النصوص من غير تمحيص ولا تحقيق في سندها، ثم يذكر ثبوتها عن طريق الكشف.

ومن أمثلة ذلك قوله في الفتوحات، وهو يتحدث عن بدء الخلق: (.. فخلق الماء- سبحانه- بردة جامدة، كالجوهرة في الاستدارة والبياض. وأودع فيها بالقوة ذوات


[1] جواهر النصوص فى شرح الفصوص، ج 1، ص: 178.

نام کتاب : أوهام .. وحقائق نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست