هذا الكتاب
من الكتب التي حاولت فيها أن أصور الواقع السلفي عن طريق القصص الرمزية والواقعية،
لأنه من الصعب التعبير عن الكثير من القضايا الواردة فيه تعبيرا علميا دقيقا من
غير استعمال التصوير الأدبي والفني.
ويهدف إلى
بيان الجذور التي ينطلق منها التشدد والتطرف والخرافة في العقل السلفي، وهو
[التعطيل].. فالعقل السلفي نتيجة انبهاره الشديد بسلفه، وبآثارهم وتراثهم، وخضوعه
المطلق لهم، أعطى عقله إجازة أو تقاعدا، بحيث لا يحتاج إلى استعماله، وكيف يحتاج
إلى ذلك، وقد كفاه سلفه كل شيء؟
وكيف يحتاج
إلى ذلك، وهو يعلم أنه إن غامر واستعمله فسيؤدي به إلى التجهم أو التعطيل أو التصوف
أو الرفض أو يتبنى ما تبناه كل من استعملوا عقولهم من المواقف والرؤى.
ولذلك كان
الأسلم له أن يعطيه إجازة أو تقاعدا، ويستريح، ليضمن لنفسه أن يدخل مع سلفه
الفردوس الأعلى، وهناك يستمتع بالجلوس على الأرائك والضحك على كل تلك الفرق
والجماعات والحركات والشعوب التي استعملت عقولها، فأدخلتها نيران جهنم، وبئس
المصير.
وهذه القصص
تشمل معاني متعدد، كل قصة منها تعالج مظهرا من مظاهر تعطيل العقل، أو تذكر سببا من
أسبابه.. أو تجمع ذاك جمبعا.
وقد صيغت
بلغة رمزية في ثوب واقعي، حتى يتمرن القارئ الكريم على استعمال عقله في فك الرموز
وقراءة ما بين السطور..
ولذلك أنصح
من لا قدرة له على ذلك، أو لا يحب ذلك ألا يقرأ هذه القصص