أما المتشيع
تشيعا بدعيا، فهو ينظر إلى الأمة نظرة احتقار وازدراء وكبر.. فهو يفرح لمصائبها،
ويتمنى من قلبه لو أن زلزالا عنيفا عصف بها، ليرتاح منها.
بل قد سمعت
بعضهم يصف الثورة الإسلامية الإيرانية بأنها انحراف عن منهج أهل البيت، لأن تصوره
الأسطوري للمهدي جعله يعتقد أن الأمة لابد أن تغرق، وتمتلئ جورا حتى يظهر المهدي
لينقذها أو ليعاقبها.
ولهذا اصطف
في حرب تلك الثورة كلا الصنفين من السلفية: السلفية السنية التي اعتبرتها ثورة
مجوسية، والسلفية الشيعية التي بدعتها وضللتها وكفرتها.. بل إن بعض قادة تلك
الثورة كالشيخ مطهري قتل بأيد سلفية شيعية.
وسبب كل تلك
المواقف السلبية هو أنهم سمعوا قائد تلك الثورة الإمام الخميني يدعو إلى الوحدة
الإسلامية، وإلى تجاوز الخلافات المذهبية لإعادة إحياء الأمة، وإعادة الحاكمية
للإسلام المحمدي الأصيل.
وقد سمعت بعض
هؤلاء المتشيعة تشيعا بدعيا يقرأ نصا للخميني حول الخلفاء الأوائل، ثم يرميه
بالنصب بسبب ذلك.. والنص هو قول الخميني: (لنلاحظ كيف هي معيشة الذين كانوا يدعون
إلى الإسلام؟ مثلاً: نفس النبي الأكرم وبعده الخلفاء الأوائل ـ الذين كانوا على
نحو آخر ـ، ثم الإمام عليّ أمير المؤمنين، فهل كانت حياتهم تشبه حياة ملالي
البلاط) [1]
ويستشهد في
خطاب آخر بسيرة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حيث يقول: (عندما وصل الخليفة
الثاني في أحد أسفاره قريباً من أحد البلدان التي كانت تحت سلطته إذ ذاك كان الدور
لغلام الخليفة أن يركب والخليفة يمشي راجلاً، ويأخذ اللجام بيده،
[1]
الكوثر 2: 399، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني، طهران، 1996..