البيت.. وكأن
هناك صراعا بينهما، أو كأنه لا يرفع أهل البيت إلا إذا وضع القرآن.
ومثل هذا، أو
لا يقل عنه ذلك الدجل الذي كتبه بعض محدثيهم حين راح يجمع الروايات في بيان تحريف
القرآن .. واستقبله أمثال أولئك المتواجدين في أوروبا من الذين استعملهم الشيطان
لتحريف تلك الوصايا المقدسة من أئمة أهل البيت.. واستقبله كذلك أولئك المغرضين
الحاقدين من الذين يسمون أنفسهم زورا وبهتانا [أهل السنة]، فراحوا ـ من غير تحقيق
ـ يرمون الشيعة جميعا بهذه التهمة الباطلة من غير تفريق بين من يسير منهم على خطى
أهل البيت، أو من انحرف عنهم.
وعلى خلافهم
أصحاب التشيع السني الذين انبروا بقوة في وجه تلك الدعاوى، وكتبوا الكتب الكثيرة
في إثبات عدم تحريف القرآن.. وأن التحريف الذي أصابه هو تحريف المعنى لا تحريف
اللفظ.. وهو تحريف مارسته الأمة جميعا بفرقها المختلفة.
وعلى خلافهم
أيضا أولئك العلماء الأجلاء الذين تركوا ثروة ضخمة من التفاسير والدراسات القرآنية
التي كانت ثمرة التدبر الواعي، أو ثمرة المزج بين الثقلين جميعا، من أمثال ناصر
مكارم الشيرازي وجعفر السبحاني وتقي المدرسي ومحمد حسين فضل الله وباقر الصدر
وجوادي آملي، وغيرهم كثير ممن أثروا المكتبة الإسلامية بالدراسات الكثيرة
المستلهمة من القرآن الكريم.
هذا هو
الفارق الأول بين هاتين المدرستين الكبيرتين في الشيعة: المدرسة الأصولية العلمية
العقلانية التي تعتبر الوصية بالقرآن الكريم مقدمة على الوصية بأهل البيت.. وتعتبر
أهل البيت مثالا تطبيقيا للقرآن الكريم، ويستحيل حصول النزاع بينهما.. والمدرسة
الإخبارية التي استهوتها الروايات والآثار كما استهوت إخوانها من سلفية أهل
السنة.. فضلت بالحديث
والآثار عن القرآن وحقائق القرآن..