قال آخر، وكان يظهر عليه الهدوء والوقار( ): لقد بحثت عن الرجل.. فوجدت أنه
ليس عربيا.. لا أبا ولا أما.. بل هو شركسي.. بل هو ـ وإمعانا في حبه لقومه ـ لا
يرتدي العمامة التي ارتداها رسول الله .. وإنما يرتدي القبعة الشركسية.
وبعد بحث طويل لي في هذا المجال وجدت أن الشراكسة الذين ينحدر منهم هذا
الرويبضة متأثرون بالديانة الشامانية القديمة التي كانت تنتشر في القوقاز..
ومتأثرون أيضا بعقائد الزرادشتية والهندوسية والبوذية.. لأن الشراكسة وغيرهم من
الأمم غير العربية، وبسبب بعدهم عن لغة القرآن الكريم، بقوا محافظين على الكثير من
الهرطقات التي كان يؤمن بها أسلافهم.
قال آخر: صدقت.. فاللاعنف هو عقيدة دينية هندوسية وبوذية وجاينية وطاوية
وكونفوشية وتيبيتية، وهي عقيدة عند ديانات جديدة مثل نيو أيج وغيرها.. وغاندي
حينما نادى باللاعنف، كان يرتكز إلى مبادئ دينية هندوسية طبقية.. ففي الهندوسية
خمس طبقات.. وتعتبر الطبقة الخامسة أدنى تلك الطبقات، ويتوجب عليها دينياً أن
تلتزم بمكانتها الطبقية.. وكان غاندي من تلك الطبقة.. ولهذا أطلق شعار اللاعنف.
قال آخر: صدقت.. فاللاعنف في تلك الديانات الوثنية كالهندوسية والبوذية
والجاينية مبدأ ديني أساسي، حيث يصور بوذا وجيان وهما (إلهان هندوسيان) يتعايشان
مع الأفاعي والنمور والحيوانات. وتنتقل البقرة بحرية وتتبختر في مشيتها في دروب
وشوارع الهند، لأن مبدأ اللاعنف الهندوسي يوجب على الناس تقديسها وعبادتها. فلا
عنف مع الحيوان ومع الطبيعة ومع النبات ومع الحجر نفسه.. وكلنا نسمع عن النباتيين
الذين لا