وصالح بن عبد الله، وأمثالهما، كفرا ظاهرا ينقل عن الملة، فضلا عن غيرهما؛
هذا صريح واضح، في كلام ابن القيم الذي ذكرت، وفي كلام الشيخ الذي أزال عنك
الإشكال، في كفر من عبد الوثن الذي على قبر يوسف وأمثاله، ودعاهم في الشدائد
والرخاء، وسب دين الرسل بعدما أقر به، ودان بعبادة الأوثان بعدما أقر بها)( )
***
بعد أن لم يجد مندوب الأمم المتحدة من الجمع أي تجاوب مع جميع الشخصيات التي
ذكرها، قلب بعض الأوراق أمامه، ثم أخرج ورقة منها، وقال: بما أنني فشلت معكم في
اختيار الشخصية التي تتناسب مع الشروط المحددة من جهتنا أو من جهتكم.. وبما أنني
لا أرغب في أن يظل الكرسي المتعلق بالإسلام شاغرا حتى لا يتصور أحد من الناس أننا
أقصينا هذا الدين العظيم من هيئتنا، أو يتصور أننا منعناه من أن يعرف بنفسه، أو
يدلي بمواقفه في القضايا المختلفة، فإنني أتنازل أنا، كما تتنازل الهيئة التي
أنتسب إليها بأن نترك لكم الحرية في اختيار الشخصية التي تودون أن تمثلكم، وتمثل
دينكم.
بمجرد أن قال ذلك، قام أحدهم، وقال: هذا هو الحل.. وقد اقترحناه عليك من
البداية، ولكنك لطرشك وسوء نيتك رحت ترفضه، لتفرض علينا ما يريد هواك، أو ما يريده
سادتك.
لم يجد المندوب أمام هذا الصلف والوقاحة إلا أن يطأطئ رأسه، ثم يقول بأدب:
لك الحق في ذلك.. لقد أخطأت خطأ كبيرا.. فلو كنت أعلم أن تلك هي مواقفكم لما أضعت
وقتي مع كل تلك الشخصيات التي ذكرتها لكم.. والآن من هي الشخصية التي ترونها
مناسبة؟