قال: لقد كان يشرف على هذه الخرائط، ويرسمها بدقة رجل منا.. لكنه ارتد قبل
أيام، والتحق بجماعة أخرى، فبقيت هذه الخرائط ناقصة تحتاج من يكملها، ولهذا طلبتك
لتؤدي هذا الدور.
قلت: أراها جاهزة، فما الذي تريد أن تضيف إليها؟
قال: أريدك ألا تدع ضريحا أو زاوية أو حسينية أو كنيسة أو أي محل من المحلات
التي تعبد فيها الأصنام إلا وبينت لنا محله بدقة حتى نقوم بما يجب علينا نحوه.
امتلأت رعبا مما طرح علي، فقلت: وإن لم أفعل.. فما جزائي؟
استل خنجرا حادا، ووضعه على رقبتي، وهو يقول: إن لم تفعل.. فسيقطع هذا
الخنجر رقبتك.. أنت تعرف أننا لا نتسامح مع من يخالف الشريعة.
ما قال هذا حتى سمعنا ضجة في الخارج، فأسرع إليها، وتركني فاختبأت في بعض
تلك السراديب، وأنا ممتلئ رعبا لما أسمعه من صوت للرصاص في كل ناحية.. وقد تعجبت إذ
لم يأت أحد ليبحث عني.
وبعد أيام، وبعد أن كاد يقضي علي الجوع، خرجت فشممت روائح منتنة لجثث كثيرة،
كان من بينها جثة صديقي الذي أراد قتلي.
وقد علمت بعد ذلك أن جماعة مسلحة أخرى اختلفت مع تلك الجماعة في حكم المرتد:
هل يكتفى بقتله بأي طريقة، أم لابد أن يشدد في ذلك، فيذبح أو يحرق أو يرمى من
شاهق؟
وقد كفرت كل جماعة من تينك الجماعتين الأخرى، وقاتلتها وقتلتها.. وقد أنجاني