ومالك في قوله تعالى: ﴿ شَيْئًا إِدًّا ﴾ أي عظيمًا( ).
قلت: جيدا جدا.. فقد قال النصارى – حسب الآيات الكريمة – قولا عظيما لا يقل
عن قول هؤلاء الذين تريد أن تذبحهم.
قال: هم متساوون.. فالكفر ملة واحدة.
قلت: لا بأس.. ما داموا متساوين.. فلنستن بهم بما أمر الله تعالى به في شأن
النصارى غير المحاربين، والذين ورد في حقهم وحق غيرهم من أصحاب الملل والنحل قوله
تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي
الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]
لم يجد ما يقول إلا أنه أخذ بيدي، وقال: اتبعني.. فلم أدعك لتجادلني.. وإنما
دعوتك لأمر أخطر من هذا.
سار بي في سراديب مظلمة إلى أن دخلنا إلى غرفة وجدت فيها الكثير من
الخرائط.. فتعجبت من وجودها عندهم، فقلت: ما هذه الخرائط.. وما علاقتها بجماعتكم؟
قال: لأجل هذه الخرائط دعوتك.. فأنا أعلم شغفك بها من صغرك.
قلت: أجل.. ولكن ما نوعها: هل هي خرائط مناخ أم تضاريس.. أم هي خرائط
جيولوجية أم سياسية؟
قال: وما نريد نحن بما ذكرت.. هذه خرائط الضلال والبدعة..
قلت: لم أسمع بخريطة من هذا النوع من قبل.
قال: فتعال لتنظر إليها..
تقدمت، فرأيت خرائط مفصلة عن كل مكان والعقائد التي تنتشر فيه، فبعضها