نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 411
عليك، فإن كنت تقول: إن
الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله، فكيف تدعو النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وترجوه وتسأله الشفاعة؟ فهلا سألتها من
له الشفاعة جيمعاً، الذي له ملك السموات والأرض، الذي لا تكون الشفاعة إلا من بعد
إذنه، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله)[1]
البينة الثانية:
قال القاضي: وعيت
هذا.. فهات البينة الثانية.
قال الإسكندري: البينة
الثانية ـ سيدي القاضي ـ هي إعلانه الحرب في كتبه الكثيرة على الأضرحة والمقامات
المبنية على الأولياء والصالحين، والتي جرى عرف الأمة على احترامها وتعظيمها، لنشر
قيم الصلاح، وحفظ تاريخ الصالحين، والتبرك بهم وبآثارهم..
وقد علمت
سيدي القاضي موقفه من قبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وتبديعه لزائريه، بل اعتبار السفر لأجله معصية لا تقصر لها الصلاة.
قال القاضي:
أجل.. علمت ذلك منكم في التهمة الثانية.
قال
الإسكندري: وهكذا تعامل مع الآثار التي يعظمها المؤمنون، والتي تربطهم بالصالحين،
والتي وردت الأدلة الكثيرة على جوازها، بل على الترغيب فيها، وقد كتب فقهاؤنا من
الصوفية الكثير من الرسائل والكتب الدالة على ذلك.. لكن ابن تيمية لم يأبه لذلك
كله.. فراح يجرم ذلك، ويفتي فتاواه المتشددة في شأنها.
ومن ذلك قوله
في [مجموع الفتاوى]: (وأما بناء المشاهد على القبور والوقف عليها فبدعة؛ لم يكن
على عهد الصحابة؛ ولا التابعين؛ ولا تابعيهم؛ بل ولا على عهد الأربعة. وقد اتفق
الأئمة على أنه لا يشرع بناء هذه المشاهد على القبور؛ ولا الإعانة على ذلك بوقف
[1]
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ص 621)
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 411