نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 342
الحاكم
منسوب إلى التشيع، وقد طلب منه أن يروي حديثا في فضل معاوية، فقال: ما يجيء من
قلبي ما يجيء من قلبي، وقد ضربوه على ذلك فلم يفعل، وهو يروي في الأربعين أحاديث
ضعيفة، بل موضوعة عند أئمة الحديث، كقوله بقتال الناكثين، والقاسطين)[1]
مع أن الحاكم
من كبار المحدثين الذين شهدت لهم الأمة بذلك، وقد وصفه الذهبي مع تشدده مع الرجال،
فقال: (وكان من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن
التأليف. جال في طلب العلم في خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام،
والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفّاظ إليه، ولم يبقَ له نظير في هذا الشأن)
ونقل كلمات الحفّاظ وأئمّة الجرح والتعديل في حقّه،
فكان مما نقله عن الحافظ أبي علي النيسابوري أنه وصفه بـ: (الإمام في الحديث بلا
مدافعة)، وعن الحافظ ابن طاهر عن سعد بن علي الزنجاني أنه قال عنه: (إن لأبي عبد
الرحمن شرطاً في الرجال أشدّ من شرط البخاري ومسلم)، وعن أبي عبد الله بن مندة أنه
قال: (الذين أخرجوا الصحيح وميَّزوا الثابت من المعلول، والخطأ من الصواب أربعة:
البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائي)، بل إن الذهبي نفسه قال عنه:
(ولم يكن أحد في رأس الثلاثمئة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من
مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زرعة)
لكن كل هذه
الشهادات لم تنفعه عند ابن تيمية ما دام يحمل ذلك الموقف من معاوية.. وكأن معاوية
هو قسيم الجنة والنار.. وكأن ما ورد في الأحاديث من رمي من يبغض عليا بالنفاق
قالها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في معاوية ولم
يقلها في علي.