نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 322
ومن المتيقّن [1] أنّ كلّ الأيّام هي
أيّام اللّه إلاّ أنّ (أيّام اللّه) قد أُطلقت في الآية الكريمة علي أيّام
خاصّة، للدلالة علي عظمتها وأهميتها، فأيّام اللّه هي جميع الأيّام العظيمة في
تاريخ الإنسانية. فكلّ يوم سطعت فيه الأوامر الإلهيّة وجعلت بقية الأُمور تابعة
لها، هي من أيّام اللّه، وكلّ يوم يفتح فيه فصل جديد من حياة النّاس فيه درس
وعبرة، أو ظهور نبيّ فيه، أو سقوط جبّار وفرعون ـ أو كلّ طاغٍ ـ ومحوه من الموجود
فهو من أيّام اللّه.
ومعني ذلك
أنّ التذكير بأيّام اللّه أمر مطلوب ومحبوب عند اللّه، إذ لا يختصّ ذلك بموسي
وأُمّته، لأن الحوادث الكبري (أيّام اللّه) هي مصاديق لفاعلية سنن اللّه في
المجتمعات البشرية، لذا يكون التذكير بها من مهمات الرسول a،
وجانباً من تبليغه وتربيته لأُمّته.
ولم يكن
التذكير والوعظ هنا بأيّام اللّه العظيمة كيفما اتّفق، وإنّما التذكير كان
مطلوباً بأيّام معروفة في حوادثها. ومعني الآية: عِظهم يا رسول اللّه بالترغيب
والترهيب، فالترغيب أن يذكّرهم بما أنعم اللّه عليهم، وعلي مَن كان قبلهم ممّن
آمن بالرسل فيما سلف من الأيّام المقرونة بالحوادث العظيمة مثل ما نزل بعاد وثمود
وغيرهم. وأن أيّام اللّه في حقّ موسي منها أيّام محنة وبلاء، ومنها أيام نعمة
وانتصار. وقد ذكر القرآن الكريم بأنّ العلّة من وراء التذكير بهذه الأيام لغرض
كونها دروساً وآيات لكل صبار شكور.. فهي ذات نتائج إيجابية وتربوية في طريق إيجاد
أناس صابرين وشكورين، فبهم تنجح الاُمة وتنتصر علي أعدائها وتفوز بتطبيق الرسالة
الإلهية بشكل صحيح.
والأُمة
الإسلامية في تاريخها، قد مرّت بحوادث ووقائع كبري، كانت محلاًّ للعبرة والإتّعاظ،
فمنها أيّام نعمة، ومنها أيّام محنة وبلاء، ويوم ولادة النبيّ a في حياة المسلمين يُعد حدثاً عظيماً ومن الأيّام
التي أنعم اللّه بها لا علي المسلمين فقط، وإنّما علي الإنسانية
[1]
اقتبسنا الكلام الوارد هنا من مقال بعنوان [الإحتفال بمولد النبيa بدعة أم من صمیم الدین؟] للشيخ حسين أنصاريان، بتصرف.
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 322