responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 293

قال القاضي: وعيت هذا، فحدثنا عن المسألة الرابعة التي أنكرها ابن تيمية، وهي التمسح بقبره a.

قال الهندي[1]: اعلم – سيدي القاضي - أنّ من السنن الجارية بين العقلاء، الاعتزاز بما يتركه أحباؤهم من أشياء.. ومن مظاهر ذلك الاعتزاز، الاحتفاظ بها، وإدامة النظر إليها لاستذكار أصحابها، وغير ذلك من وجوه التعبير عن مشاعر الحبّ والوفاء لهم، كتقبيل الولد لصورة والده، أو لما كتبه بخطّه.

وبما أنّ النبي الأكرم a هو أحبّ الخلق إلى المسلمين، ففي حال حياته كانوا يتبرّكون بماء وضوئه وشعره وكلّ ما له صلة به، وبعد رحيله صاروا يتبرّكون بمنبره وقبره وآثاره، والباعث على كلّ ذلك هو الحبّ والولاء لرسولهم a، أو الرغبة في التبرّك بآثاره، من دون أن يكون فيه أي رائحة للشرك، لأن التبرك بآثاره في حال حياته، هو نفس التبرك بآثاره بعد رحيله، فإنّ الداعي إذا كان هو الحب فهو مشترك بين الحالين، وإن كان الداعي هو التبرك أي ترقّب رحمة الله سبحانه عن طريق آثاره a، فهو أيضاً كذلك. وعلى كلا الأمرين، فالمؤثر هو الله سبحانه، والتبرّك بالآثار تمسُّك بالسبب.

قال القاضي: كلامك جميل وواقعي.. ولكنك تعلم أننا في مجلس قضاء، والقضية خطيرة، ولذلك نحتاج إلى أدلة أكثر قوة.

قال الهندي: أول من يرد على ابن تيمية في هذه المسألة هو الإمام الذي يعتز به ابن تيمية كثيرا، بل يعتبره إمام السنة، وممثل السلف، وهو إمام الحنابلة أحمد بن حنبل، فإنه إن كان الذي يتمسح بالقبر مشركا، فإن إمام جميع من يزعم لنفسه أنه السنة والسلف مشرك على حسب قولهم.. يلزمون بذلك إلزاما لا يستطيعون الفرار منه.


[1] الكلام الوارد هنا في تعليل التمسح مقتبس بتصرف من كتاب (ابن تيمية فكرا ومنهجا) للعلامة جعفر السبحاني، بتصرف.

نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست