القاضي:
الكلام الذي ذكرته واضح.. لكن ما دافعه إلى ذلك؟
قال
الصنعاني: ابن تيمية ينطلق من السنة المذهبية في مواقفه جميعا، ولهذا تراه يعظم
الصحابة أكثر من تعظيمه للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بل إنه يتهم الشيعة بكونهم
يقولون بالعصمة المطلقة للأنبياء قدحا في الصحابة.
يقول في (منهاج السنة): (وأما ما تقوله الرافضة من أن
النبي قبل النبوة وبعدها لا يقع منه خطأ ولا ذنب صغير، وكذلك الأئمة، فهذا مما
انفردوا به عن فرق الأمة كلها، وهو مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف.. ومن
مقصودهم بذلك القدح في إمامة أبي بكر وعمر لكونهما أسلما بعد الكفر، ويدعون أن
عليا لم يزل مؤمنا، وأنه لم يخط قط ولم يذنب قط، وكذلك تمام الاثني عشر. وهذا مما
يظهر كذبهم وضلالهم فيه لكل ذي عقل يعرف أحوالهم، ولهذا كانوا هم أغلى الطوائف في
ذلك وأبعدهم عن العقل والسمع. ونكتة أمرهم أنهم ظنوا وقوع ذلك من الأنبياء والأئمة
نقصا، وأن ذلك يجب تنزيههم عنه، وهم مخطئون إما في هذه المقدمة، وإما في هذه
المقدمة)[2]
2 ـ ثناء ابن
تيمية الشديد على المخطئة
قال القاضي:
وعيت هذا.. فهلم بالشاهد الثاني.
قام الحنبلي،
وقال: الشاهد الثاني – سيدي القاضي – هو ثناء ابن تيمية الشديد على كل الكتب التي تمتلئ بالقصص والأساطير
التي تشوه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وترميهم بالعظائم، بل هو فوق ذلك يعتبرها
من كتب السنة، وأنها في هذا الموضوع بالذات أعرف بالأنبياء من كتب المنزهة.