نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 208
وعصمتهم، ومن
النبوة ومقامها الرفيع موقفا لا يقل عن موقفه من الله وتنزيهه.
قال
الصنعاني: سنثبت لك ذلك – سيدي – من خلال كتبه
وتصريحاته، وأمامك محاميه الذي يفتح كل كتاب نذكره ليتأكد من صحة نقلنا.
1 ـ تبديع ابن
تيمية للمنزهة
قال القاضي:
هات الشاهد الأول.
قال الصنعاني:
الدارس لكتب ابن تيمية – سيدي القاضي – يلاحظ أنه مع ثنائه المبالغ فيه على
الكتب التي تشوه الأنبياء، وتنقل ما ورد في الإسرائيليات حولهم – كما سنبرهن لكم على ذلك في الشاهد الثاني– نراه يبدع كل من يقول بالعصمة المطلقة
للأنبياء، ويؤول ما ورد في النصوص من ذلك ليتناسب مع مقامهم الرفيع، ومنزلتهم
العالية.
قال القاضي:
هذه دعوى.. فما دليلها؟
قال
الصنعاني: اسمع – سيدي القاضي- إلى ما قاله ابن تيمية في
(مجموع الفتاوى).. لقد قال: (إن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون
الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما
ذكر أبو الحسن الآمدي أن هذا قول أكثر الأشعرية، وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير
والحديث والفقهاء، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم
إلا ما يوافق هذا القول ولم ينقل عنهم ما يوافق القول وإنما نقل ذلك القول في
العصر المتقدم عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين.
وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ولا
يقرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول
بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك: الرافضة فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على
سبيل النسيان والسهو والتأويل.. فهؤلاء وأمثالهم من الغلاة القائلين بالعصمة، وقد
يكفرون من ينكر القول بها، وهؤلاء الغالية هم كفار باتفاق
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 208