نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 158
قال القاضي:
فهات المثال الأول.
قال الهندي: المثال
الأول، وهو المنطلق الفكري الذي ينطلق منه ابن تيميه في تجسيمه وتشبيهه، فهو يرى
أن الله سبحانه وتعالى ما دام قد أعطى لعباده بعض الكمالات الحسية، فهو أولى أن
يتصف بها، لقد قال يوضح ذلك: (كل ما ثبت للمخلوق من صفات الكمال فالخالق أحق به
وأولى وأحرى به منه لأنه أكمل منه ولأنه هو الذي أعطاه ذلك الكمال، فالخالق أحق به
وأولى وأحرى به منه...وعلى هذا فجميع الأمور الوجودية المحضة يكون الرب أحق بها
لأن وجوده أكمل ولأنه هو الواهب لها فهو أحق باتصافه بها)[1]
وإلى هنا فإن
المعنى مقبول عند جميع المسلمين، فالله سبحانه وتعالى أولى بصفات الكمال من عباده،
ولكن ابن تيمية لا يقصد ذلك فقط، بل يقصد التجسيم وما يقتضيه التجسيم، فقد قال بعد
ذلك الكلام المقبول بانيا عليه: (وإذا كان كذلك فمن المعلوم أن كون الموجود قائماً
بنفسه أو موصوفاً أو أن له من الحقيقة والصفة والقدر ما استحق به إلا يكون بحيثِ
غيره وأن لا يكون معدوماً بل ما أوجب أن يكون قائماً بنفسه مبايباً لغيره وأمثال
ذلك هو من الأمور الوجودية باعتبار الغائب فيها بالشاهد صار على هذا الصراط
المستقيم، فكل ما كان أقرب إلى الوجود كان إليه أقرب وكلما كان أقرب إلى المعدوم
فهو عنه أبعد)[2]
وبذلك فإن
ابن تيمية يقع في التشبيه المحض، لأنه يتصور أن الكمال في احتياج الذات إلى حيز
ومقدار وأعضاء وغير ذلك مع أن الكمال الحقيقي لا يقتضي ذلك..
التفت القاضي
إلي، وقال: ما تقول فيما أورد؟
قلت: أجل – سيدي القاضي- كلامه واضح في ذلك، وقد أورد بعض
الباحثين
[1]
بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (2/ 350)