responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136

من خلقه؟ فقال كعب: كتب الله كتابًا لم يكتبه بقلم ولا مداد، ولكنه كتب بأصبعه يتلوها الزبرجد واللؤلؤ والياقوت (أنا الله لا إله إلا أنا، سبقت رحمتي غضبي)[1]

هل رأيت – سيدي القاضي- أبلغ من هذا التجسيم.. وانظر إلى غرامه بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت كشأن اليهود الذين عبدوا العجل الذهبي.

قال القاضي: وعيت هذا.. فهات النموذج الرابع.

قال الخليلي: لقد روى السيوطي في (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) رواية طويلة عن كثير من المحدثين، ومما ورد فيها: فقال عمر بن الخطاب عند ذلك: ألا تسمع يا كعب ما يحدثنا به ابن أم عبد عن أدنى أهل الجنة ما له فكيف بأعلاهم؟ قال: يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، إن الله كان فوق العرش والماء، فخلق لنفسه دارا بيده، فزينها بما شاء وجعل فيها ما شاء من الثمرات والشراب، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ خلقها جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ كعب: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 17][2]

هل رأيت – سيدي القاضي – أبلغ من هذا التجسيم؟

ومع ذلك نرى ابن تيمية يثني عليه، ويقبله، ويستدل بمروياته، وكأنها آيات منزلة، أو أحاديث من لا ينطق عن الهوى.

التفت القاضي إلي، وقال: هل صحيح ما يذكره الخليلي؟

قلت: أجل.. وقد وجدته يذكره في مواضع كثيرة، ويعتبره من علماء أهل الكتاب، بل إنه ذكر ما يدل على أن مرجعه فيما يذكره من إسرائيليات هي التوراة الصحيحة، فقد قال في دقائق التفسير: (وعمر بن الخطاب لما رأى بيد كعب الأحبار نسخة من التوراة قال


[1] تفسير الطبري (11/ 277).

[2] الدر المنثور في التفسير بالمأثور: (8/ 259).

نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست