نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 114
قال القاضي:
قبل أن تسوقه اذكر لي وجه الاستدلال به..
قال الخليلي:
وجه الاستدلال به – سيدي – واضح، وأنتم معشر القضاة أعرف الناس به.. ألست تعتبرون من يزكي المجرمين
ويثني عليهم ويكتم جرائمهم مجرما؟
قال القاضي:
بلى.. وهو ما يقتضيه العقل.. بل ما يقتضيه النقل، فقد قال تعالى: ﴿وَلَا
تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾
[البقرة: 283]، فكاتم الشهادة لم يكتمها إلا ليحمي جهة ما.
قال الخليلي:
بورك فيك سيدي القاضي، وانطلاقا من هذا سأنتدب شاهدين عدلين يدلان على أن ابن
تيمية يحصر الصالحين والربانيين بل والمهتدين من الأمة في المجسمة فحسب.. أما من
عداهم، فكلهم يعتبره مبتدعا ضالا إن لم يكن زنديقا كافرا.
أما أولهما،
فيبين لكم – سيدي القاضي – دعوات ابن تيمية الصريحة لقراءة كتب التجسيم، بل حصره العقيدة الصحيحة
فيها.. وهو ما دعا الأجيال بعده إلى إحيائها وتحقيقها، بل وتدريسها لطلبة العلم.
وأما الثاني،
فدفاعه المستميت عن المجسمة في وجه الذين ينتقدونهم أو يبدعونهم، وسكوته عن
التشويهات الخطيرة التي شوهوا بها الدين والعقيدة.
1 ـ دعوة
ابن تيمية إلى مطالعة الكتب المشحونة بالتجسيم
والتشبيه:
قال القاضي:
هات الشاهد الأول.
قال الخليلي:
الدارس لكتب ابن تيمية – سيدي القاضي – يلاحظ أنه مع تحذيراته الكثيرة من كتب
المنزهة في العقائد ككتب الأشاعرة والمعتزلة والإباضية والإمامية وتشنيعه عليها – كما سنبرهن لكم على ذلك في الأدلة
التالية –
نراه يدعو إلى مطالعة الكتب المشحونة بالتجسيم والتشبيه، ويعتبرها وحدها كتب
التوحيد والسنة.. لقد قال في (مجموع الفتاوى) عند حديثه عن مذهب السلف في الأسماء
والصفات: (وكلام السلف في هذا
نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 114