والماتريدية
وكل المنزهة، ولهذا فإن مقصد ابن القيم من كتابه [الصواعق المرسلة في الرد على
الجهميه والمعطلة] هو الرد على المعتزلة بالدرجة الأولى، باعتبارها ـ حسبما يصور
السلفية ـ مصدرا لكل تعطيل حصل في الصفات.
وقد أضاف
المعاصرون لقبا جديدا لمن يسمونهم [المعتزلة الجدد] وهو لقب العقلانيين أو
العصرانيين أو غيرها من الألقاب، والتي سنتحدث عنها، وعن موقفهم منها في هذا
المبحث.
وقد قسمنا
الحديث فيه إلى قسمين: موقف المتقدمين، وموقف المتأخرين.
1 ـ تكفير متقدمي السلفية للمعتزلة:
يذكر السلفية
بفخر واعتزاز مواقف سلفهم الأول المتشددة من المعتزلة الأول، ابتداء من الحسن
البصري إلى آخر المتقدمين في العصر السلفي الذهبي.
ومن تلك
المواقف موقف الحسن البصري من واصل بن عطاء، حيث طرده من حلقته[1] وبذلك سمي المعتزلة ـ في نظر السلفية ـ
بهذا الاسم.
وقد رووا أن
الإمام أحمد كان يفتي بأنه (لا يصلى خلف القدرية والمعتزلة)[2]
ورووا أن الإمام
مالك سئل عن
تزويج القدري، فقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ﴾ [البقرة: 221])[3]
ورووا أن عمر بن عبدالعزيز كان يقول في القدرية: (أرى
أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا، قال أبو سهيل: وذلك رأيي، قال مالك: وذلك رأيي)[4]