لكن بسبب
إطلاقهم أسماء أخرى لهذه المدرسة المحترمة من مدارس الأمة وقع بعض الناس في اللبس،
ذلك أنه كان يطلق عليها عند السلف الأول لقب الجهمية، لاشتراكها مع الجهمية
الأصلية في مسائل كثيرة، مثل نفي الرؤية، وما يسميه السلفية الصفات، والقول بخلق
القرآن، ولذلك فإن ما كتبه أوائل السلف من كتب في الرد على الجهمية، مثل الإمام
أحمد في كتابه (الرد على الجهمية) والبخاري في الرد على الجهمية، كانوا يقصدون به
المعتزلة.
وقد أشار ابن
تيمية إلى هذا، فقال: (لما
وقعت محنة الجهمية نفاة الصفات في أوائل المئة الثالثة على عهد المأمون وأخيه
المعتصم ثم الواثق ودعوا الناس إلى التجهم وإبطال صفات الله تعالى... وطلبوا أهل
السنة للمناظرة... لم تكن المناظرة مع المعتزلة فقط، بل كانت مع جنس الجهمية من
المعتزلة والنجارية والضرارية وأنواع المرجئة، فكل معتزلي جهمي وليس كل جهمي
معتزلياً؛ لأن جهماً أشد تعطيلاً لنفيه الأسماء والصفات)[1]
وقال في موضع
آخر، وهو يتحدث عن العلاقة بين الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ـ ويدخل معهم طبعا
الماتريدية ـ: (من رزقه الله معرفة ما جاءت به الرسل وبصرا نافذا وعرف حقيقة مأخذ
هؤلاء علم قطعا أنهم يلحدون فى أسمائه وآياته وأنهم كذبوا بالرسل وبالكتاب وبما
أرسل به رسله ولهذا كانوا يقولون ان البدع مشتقة من الكفر وآيلة اليه ويقولون: إن
المعتزلة مخانيث الفلاسفة والاشعرية مخانيث المعتزلة، وكان يحيى بن عمار يقول
المعتزلة الجهمية الذكور والاشعرية الجهمية الاناث ومرادهم الاشعرية