وعلق عليها
بقوله: (فكيف لو أدرك من جاء بعدهم من الأشاعرة الذين ازدادوا سوءاً إلى أشاعرة
زماننا الذين تميع فيهم هؤلاء المفتون وطار بفتواهم إذاعة ونشراً موقع الإسلام
اليوم تحت نظر ورعاية من مشرفه سلمان العودة، فإن الأشاعرة كلما تأخروا زادوا
بعداً عن السنة قال ابن تيمية: (فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله
إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة)[1]، وقال: (وهذا الكلام في الأصل-أي تقديم
العقل على النقل- هو من قول الجهمية المعتزلة وأمثالهم وليس من قول الأشعري وأئمة
أصحابه وإنما تلقاه عن المعتزلة متأخرو الأشعرية لما مالوا إلى نوع التجهم بل
الفلسفة وفارقوا قول الأشعري وأئمة أصحابه الذين لم يكونوا يقرون بمخالفة النقل
للعقل بل انتصبوا لإقامة أدلة عقلية توافق السمع ولهذا أثبت الأشعري الصفات
الخبرية بالسمع وأثبت بالعقل الصفات العقلية التي تعلم بالعقل والسمع فلم يثبت
بالعقل ما جعله معارضاً للسمع بل ما جعله معاضداً له وأثبت بالسمع ما عجز عنه
العقل)[2]
ثم ذكر بعده
الشيخ أبو نصر السجزي (توفي 444 هـ) الذي وصف الأشاعرة بأنهم متكلمون وفرقة محدثة
وأنهم أشد ضرراً من المعتزلة فقال:(فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقبل
قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، عُلم أنه محدث زائغ، وأنه لا يستحق
أن يصغى إليه أو يناظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل
والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بين، وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون: قال
الأشعري، وقال ابن كلاب، وقال القلانسي،
وقال الجبائي.. ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق