في الأصول،
وكثير من الفروع، كما هو معروف عند أهل العلم والمعرفة)[1]
ومنهم الشيخ عبد
الرحمن بن حسن حفيد الشيخ محمد عبد الوهاب الذي كفر الأشاعرة صراحة، فقال: (وهذه
الطائفة التي تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري وصفوا رب العالمين بصفات المعدوم
والجماد؛ فلقد أعظموا الفرية على الله، وخالفوا أهل الحق من السلف والأئمة وأتباعهم؛
وخالفوا من ينتسبون إليه، فإن أبا الحسن الأشعري، صرح في كتابه الإبانة،
والمقالات، بإثبات الصفات؛ فهذه الطائفة المنحرفة عن الحق قد تجردت شياطينهم لصد
الناس عن سبيل الله، فجحدوا توحيد الله في الإلهية، وأجازوا الشرك الذي لا يغفره
الله، فجوزوا أن يعبد غيره من دونه، وجحدوا توحيد صفاته بالتعطيل)[2]
ومنهم الشيخ عبد
الله بن عبد الرحمن الملقب بـ [أبابطين] (توفي 1282 هـ)، وقد تولي عدة مناصب حساسة
في السعودية في أطوارها المختلفة، ففي ولاية عبد الله بن سعود صار قضيا على عمان،
ثم لما جاء عهد الحكومة السعودية الثانية صار قاضيا على مقاطعة الوشم، وقضاء سدير..
وهذا يبين نوع القضاة الذين يختارهم آل سعود وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
فعند مطالعة
رسالة هذا الشيخ القاضي الذي أولاه الوهابيون كل تلك الثقة نرى شخصية ممتلئة
بالحقد والتكفير لكل المسلمين، بمن فيهم الأشاعرة، ومن أمثلة ذلك الفصل الذي عنونه
بـ [تقارب الأشعرية من المعتزلة والجهمية في بعض الصفات]، فمما جاء فيه قوله: (ومذهب
السلف قاطبة: أن كلام الله غير مخلوق، وأن الله -تعالى- تكلم بالقرآن، حروفه
ومعانيه، وأن الله -سبحانه وتعالى- يتكلم بصوت يسمعه من يشاء.