في الكفر كافر، وكل من وقع في
البدع مبتدع.. دون نظرا في أن يكون قد قال هذا الكفر أو وقع منه خطأ أو تأولا أو
جهلا أو إكراها.. وكل مسلم وقع في بدعة أو ما يتوهمونه بدعة، فهو مبتدع دون اعتبار
أن يكون قائل البدعة أو فاعلها متأولا أو مجتهدا أو جاهلا.. وهم أحق الناس بوصف
المبتدع باختراعهم هذا الأصل الذي هو من أصول أهل البدع وليس من اصول أهل السنة
والجماعة)[1]
ومن أصولهم التي ذكرها، والتي
تلحقهم بالخوارج اعتبارهم (من لم يبدع مبتدعا فهو مبتدع.. فإذا حكموا على رجل أنه
مبتدع أو على جماعة دعوية أنها جماعة بدعة، ولم تأخذ برأيهم وحكمهم الفاسد فأنت:
مبتدع، لأنك لم تبدع مبتدعا.. وهو أصل وقائي فإما أن تكون معنا أو تكون منهم، وهم
على شاكلة من قبلهم في التكفير الذين قالوا: (من لم يكفر الكافر - عندهم - فهو
كافر)، فإذا حكموا على رجل مسلم أنه كافر ولم توافقهم على ذلك فأنت كافر أيضا لأنك
لم ترض باجتهادهم، فما أشبه هذا القول بقول الخوارج)[2]
ومن أصولهم الخطيرة التي
ذكرها (استدلالهم بمنهجهم الفاسد في التبديع والتفسيق والهجر والتحذير من المبتدعة
بقولهم أن الله سبحانه ذكر أخطاء الأنبياء.. وهذا من عظائمهم ومصائبهم الكبيرة.. فأين
القياس في هذا يا أهل العقول، هل أصبح الأنبياء هم المبتدعة، الذين يجب التحذير
منهم، مع العلم أن هذا الأصل لا يجوز تطبيقه عليهم من خلال إظهار مثالب دعاتهم
وشيوخهم فيجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم ومن انتقدهم فقد انتقد السلف بأكملهم.. فهل
أصبحوا في مقام الرب الذي يرشد الأنبياء.. وهل أراد الله سبحانه وتعالى بإرشاد
أنبيائه- إلى بعض ما خالفوا فيه الأولى - تحذير
[1] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص9.
[2] الخطوط العريضة لأصول أدعياء
السلفية الجديدة، ص9.