يقول: (أول موانع التجاوب
الصادق بيننا وبينهم ما يسمونه (التقية)، فإنها: عقيدة دينية تبيح لهم التظاهر لنا
بغير ما يبطنون، فينخدع سليم القلب منا بما يتظاهرون له به من رغبتهم في التفاهم
والتقارب، وهم لا يريدون ذلك، ولا يرضون به، ولا يعملون له، إلا على أن يبقى من
الطرف الواحد، مع بقاء الطرف الآخر في عزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة، ولو توصل
ممثلو دور التقية منهم إلى إقناعنا بأنهم خطوا نحونا بعض الخطوات، فإن جمهور
الشيعة كلهم من خاصة وعامة يبقى منفصلا عن ممثلي هذه المهزلة، ولا يسلم للذين
يتكلمون باسمه بأن لهم حق التكلم باسمه)[1]
وهكذا راح في رسالته تلك
يتغافل عن كل الجهود التي قام بها عوام الشيعة وخواصهم في خدمة القرآن الكريم
وحفظه وتفسيره لينشر تلك الشبهة التي لا يزال السلفية يتعلقون بها، ويردونها على
الرغم من أن كل الأدلة ضدهم.
يقول الخطيب: (وقد ألف أحد
طواغيتهم واسمه النوري الطبرسي كتابا في ذلك سماه (فصل الخطاب)، وفيه مئات النصوص
والنقول عن كبار طواغيتهم بدعوى أن القرآن محرف...وإن المنافقين منهم يتظاهرون
بالبراءة من هذا الكتاب تقية، ولكن هذه البراءة لا تنفعهم لأنهم يحملون منذ ألف
سنة إلى الآن أوزار النصوص والنقول الموجودة في كتبهم بهذا المعنى)[2]
وهكذا راح يواجه تلك الدعوات
التقريبية التي تحاول حصر الخلاف بين الشيعة وغيرهم من الأمة في مسائل فرعية
وتاريخية لا علاقة لها بجوهر الدين وأصوله، فقال تحت عنوان [الشيعة تخالف المسلمين
في الأصول وليس فقط في الفروع]: (يستحيل هذا التفاهم مع الشيعة الإمامية؛ لأنها
تخالف جميع المسلمين في أصولهم، ولا ترضى