التنبيه على أضرار الطرق
المنحرفة التي كان يسميها النبي k بنيات الطريق، وأن مجلة(الفتح) قامت بنصيب كبير من الجهود في
مقاومة الطرق ومقاومة القاديانية، وحتى بعد احتجاب الفتح كنت أنتهز الفرص في مجلة
(الأزهر) لمواصلة هذا الجهاد الذي أرجو الله أن يؤدي ثمرات طيبة في الجزائر وفي
جميع البلاد الإسلامية التي زال عن آفاقها شبح الاستعمار.. وكما كنت أرى ضرر الطرق
الصوفية فيما مضى، فقد اتسع في هذه السنوات مجال الدعوة الشيعية بكتب تصدر عن
النجف في العراق ومن جبل عامل في لبنان ومن إيران والهند، وفيها الطعن على الصحابة
من الصديق الأكبر إلى من هو دونه من أصحاب الرسول k، فرأيت من أكبر الجهاد في الدفاع عن مذهب السنة وأهلها أن أنبه
على مواطن الباطل من هذه الكتب الشيعية، فنشرت تعليقا على كتاب (العواصم من
القواصم) للقاضي ابن العربي الذي سبق الشيخ ابن باديس إلى نشره ولكن بغير تعليق،
وكذلك نشرت تعليقا على مختصر(الحافظ الذهبي) لكتاب(منهاج السنة) للشيخ (ابن تيمية)
وتعليقا على مختصر(التحفة الإثني عشرية) لابن شاه ولي الله الدهلوي، ورسالة
(الخطوط العريضة) في حقيقة الشيعة)[1]
وقد كان هذا العلم السلفي
من كبار المحاربين للتقارب بين المذاهب الإسلامية مع أنه كان مذهب كبار العلماء في
عصره، وخاصة علماء الأزهر.. وهو لذلك كان يحذرهم بشدة من تلك الدعوات الصادقة التي
اتفق عليه االطرفان من العمل في المتفق عليه، وعذر بعضهم بعضا في المختلف فيه..
وهو نفس ما تدعو إليه التقية التي يقول بها جميع الشيعة.
لكن عقل محب الدين الخطيب
السلفي لم يستطع أن يفهم هذا المعنى، فراح
[1] صفحات من الجزائر: شخصيات ومواقف
للدكتور صالح خرفي (ص:122-123)