وردا على
أمثال هذه المقولات المعاصرة ألف بعض السلفية رسالة في رمي أصحابه الذين أنكروا
هذا بالتجهم، وقد سمى رسالته (الرد بالعدة والعتاد على من أنكر أثر مجاهد في
الإقعاد)[1]، وقد قدم لها بقول محمد بن إسماعيل
السلمي: (لولا أن أبا بكر المروذي رحمه الله اجتهد في هذا –أي في الرد على من أنكر أثر مجاهد- لخفت أن ينزل بنا
وبمن يقصر عن هذا الضال المضل عقوبة، فإنه من شر الجهمية ما يبالي ما تكلم به)[2]
ثانيا ـ التكفير المعين:
بناء على أن
أهم المدارس العقدية الموجودة في الواقع الإسلامي الحالي، وفي أكثر فترات التاريخ
هي: الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة، فسنتحدث عن موقف السلفية منهم هنا، أما ما
عداهم من المدارس كالشيعة والإباضية والصوفية، فقد عقدنا فصلا خاصا بكل واحد منها،
باعتبار الخلاف بينها وبين السلفية لا يقتصر على العقائد.
مدرسة الأشاعرة:
تعتبر مدرسة
الأشاعرة من أكثر المدارس الإسلامية أتباعا، ذلك أن أكثر العلماء المتأخرين من
المالكية والشافعية والحنابلة والصوفية وغيرهم قد اختاروا منهجهم العقدي، فقرروه
في مدارسهم وزواياهم، بالإضافة إلى العوامل السياسية الكثيرة التي ساعدت على ذلك.
وهذا ما جعل
السلفية في حرج كبير من أمرهم، لأنهم إن صرحوا بتكفيرهم، فسيضر ذلك بسمعتهم، ويجعل
كل الأوصاف التي رموا بها من يسمونهم الخوارج تنطبق
[1]
ألفها
إبراهيم بن رجا بن شقاحي الشمري، وهي في موقعه على النت.
[2]
الرد
بالعدة والعتاد على من أنكر أثر مجاهد في الإقعاد، ص3.