وقال الشيخ عبدالمحسن العباد
البدر في تقديمه لكتاب [زجر
المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون ـ نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه]: (كان اللائق – بل المتعين – على أتباع هذا الداعية – (يقصد حسن البنا) بدلاً من التوسع في إعمال مقولته هذه (يقصد: نعمل فيما اتفقنا عليه..) لتستوعب الفرق الضالة، حتى لو كانت أشدها ضلالاً؛ كالرافضة – أن يعنوا بتطبيق قاعدة الحب في الله والبغض في الله، والموالاة فيه والمعاداة فيه – التي لا مجال فيها لأن يعذر أهل الزيغ والضلال فيما خالفوا فيه أهل السنة والجماعة)[2]
وبناء على هذا الموقف راحوا
ينكرون تلك المواقف المعتدلة من جماعة التبليغ أو العدل والإحسان أو الإخوان
المسلمين من القضايا المختلف فيها بين المسلمين.
وقد قال بعضهم منكرا على
الشيخ حسن البنا تساهله مع الخلافات مع الصوفية والأشاعرة وغيرهم: (و بهذه الفكرة
الجديدة الخبيثة.. جعل حسن البنا الخلاف مع الرافضي الشيعي من باب الخلاف السائغ
الذي لا يجب الإنكار عليه فيه، فحسن البنا جعل الخلافات مع الرافضة من قبيل
الخلافات التي يمكن تجاوزها.. وجعل البنا الخلافات مع الصوفية حول البدع الإضافية
التركية كالذكر الجماعي والحضرة والأوراد البدعية والاحتفال بالمولد النبوي هي
خلافات فرعية يسوغ فيها الخلاف ولا ينكر فيها على المخالف فيقول حسن البنا في
الأصول العشرين الأصل الثاني عشر: (والبدعة الإضافية والتَّركِيَّة والالتزام في
العبادات المطلقة خلاف فقهي، لكل فيه رأيه، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل
والبرهان) ولا عجب فالبنا صوفي يمارس بنفسه تلك البدع
[1] حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب
والجماعات الإسلامية ، (ص149)
[2] زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة
والتعاون ـ نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، ص7.