تعالى فهو ضال، مفتر، مخالف
لإجماع المسلمين. ومن نظر إلى ظاهر العمل وتكلم عليه، ولم ينظر إلى فعل العامل
ونيته كان جاهلاً متكلماً في الدين بلا علم)[1]
هذه هي النتيجة التي خلص بها ابن
تيمية، وعلى أساسها يتعامل السلفية مع كل نشاط دعوي بغض النظر عن الجهة التي
تتبناه، ولهذه فإن هذه الفتوى استعملها صاحب كتاب [الإمام ابن تيمية وجماعة التبليغ] ليطبق على جماعة التبليغ، وهكذا
تطبق على كل حركة إسلامية، وعلى كل ناشط في العمل الإسلامي.
بل إن تيمية لم يكتف بذلك، بل
راح يصعد في موقفه من هذا الشيخ الطيب الذي استعمل هذه الوسيلة المباحة لهداية
المنحرفين، فقال: (فمن فعل ما ليس بواجب ولا مستحب على أنه من جنس الواجب أو
المستحب فهو ضال مبتدع، وفعله على هذا الوجه حرام بلا ريب)
هذه هي قاعدته في هذا الموضوع،
والتي يستعملها السلفية كما يستعملون النصوص المقدسة لتحريم كل عمل إسلامي لا
يتوافق مع ما فعله السلف.. الذين هم أعلم الناس وأطهر الناس وأبر الناس قلوبا
وأصدقهم حديثا.. ولا يخالفهم ـ حسب تصورهم ـ إلا هالك.
وبما أن السماع أو الإنشاد
الروحي كان الوسيلة التي يستعملها الصوفية في ذلك الحين للانتشار، فقد حمل عليه
ابن تيمية حملة شديدة جدا، وقد وصفهم في فتواه هذه بقوله: (فهؤلاء جند الشيطان،وأعداء
الرحمن، وهم يظنون أنهم من أولياء الله المتقين، وحالهم أشبه بحال أعداء الله
المنافقين؛ فإن المؤمن يحب ما أحبه الله تعالى، ويبغض ما أبغضه الله تعالى، ويوالي
أولياء الله، ويعادي أعداء الله، وهؤلاء يحبون ما أبغض الله،