حديثاً: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه)[1] فهو زعم باطل لأنه مخالف لما قاله أئمة
السف والخلف من أن القرآن أفضل الأذكار، ولم يفرقوا في ذلك بين عامة وخاصة ولا بين
مطيع وعاص، ومخالف لمقاصد الشرع من تلاوة القرآن[2].
3- ليس عندنا من كلام الله إلا القرآن
العظيم، هذا إجماع المسلمين حتى أن ما يلقيه جبريل - عليه السلام - في روع النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم سماه الأئمة بالحديث القدسي، وفرقوا بينه وبين
القرآن العظيم ولم يقولوا فيه كلام الله، ومن الضروري عند المسلمين أن كلام الله
هو القرآن وآيات القرآن، فمن اعتقد أن (صلاة الفاتح) من كلام الله فقد خالف
الإجماع في أمر ضروري من الدين وذلك موجب للتكفير[3].
4- أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعث معلما، وعاش معلما آخر لحظة من حياته، وقد أدى
الرسالة، وبلغ الأمانة، وانقطع الوحي وانتهى التبليغ والتعليم، وهذا كله مجمع عند
المسلمين، وقطعي في الدين، فمن زعم أن محمداً مات وقد بقي شيء لم يعلمه للناس في
حياته فقد أعظم على الله الفرية وقدح في تبليغ الرسالة، وذلك كفر، فمن اعتقد أن
(صلاة الفاتح) علمها النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لصاحب
الطريقة التيجانية دون غيره، كان مقتضى اعتقاده هذا أنه مات ولم يبلغ وذلك كفر،
فإن زعم أنه علمه إياها في المنام فالإجماع على أنه لا يؤخذ شيء من الدين في
المنام مع ما فيه من الكتم وعدم التبليغ المتقدم[4].
ومن مقتضى الاعتقاد الباطل المتقدم أنه a كتم عن أفضل أمته ما هو الأفضل وحرم
[1] ذكره الغزالي في الإحياء(1/324) بدون سند، وذكر نحوه عن بعض
السلف، وأقرب ما حديث إليه ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (ج:6 ص:2017) عن ميمون
بن مهران قال: إن الرجل ليصلي ويلعن نفسه في قراءته فيقول(﴿أَلَا لَعْنَةُ
اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 18]) وإنه لظالم.