ولنفس الأسباب حكم بتكفير الطريقة
الشاذلية[1] التي تنتسب لأبي الحسن الشاذلي،
والتي ينتسب لها كبار أعلام التصوف من أمثال أبي العباس المرسي (توفي 686هـ)، وابن
عطاء الله الإسكندري (توفي 709هـ) صاحب الحكم وغيرها، وهي تنتشر في مناطق كثيرة من
العالم الإسلامي، وينتسب لها كبار العلماء.
وقد ذكرهم الباحث السلفي
الأكاديمي ـ مكفرا لهم جميعا ـ بقوله: (ومن أعلامها الكبار الشيخ عبد الوهاب
الشعراني (ت 707هـ)، ويوسف النبهاني ت(1350هـ)، اللذان صرحا بالشر ك الأكبر في
كتبهما، وللشاذلي شعر ونثر فيه متشابهات وعبارات يتكلف له في الاعتذار عنها، كما
قال الذهبي، أما ابن عطاء الله فقد جاء في الحكم ما يثبت قوله بوحدة الوجود، وهذا
ما أشار إليه شراحها، كما قال ابن عطاء بالأنوار كثيرا، التي هي الفلسفة
الإشراقية، واعتقاد الشاذلية الظاهر على مذهب الأشعرية الكلابية، ويدعون أن
الأولياء يعلمون الغيب، كما زعم شيخهم أن حزبه الكبير كتب بإذن من الله ورسوله k، كما يدعون مثل كل الصوفية رؤية الله
ـ تعالى ـ في الدنيا، والحقيقة المحمدية والنور المحمدي، ويحثون على اللباس الحسن
وترك المرقعات)[2]
وهكذا راح يكفر الطريقة الرفاعية التي تنسب إلى الشيخ أحمد بن علي الرفاعي
المغربي، (المتوفى 578هـ)، فقد قال عنها: (وقد انتشر الشرك الأكبر عند الرفاعية
مثل غيرهم من الصوفية.. وللصيادي [بوارق الحقائق] كله استعانة واستغاثة وتوجه
للقبور، وعقيدتهم الظاهرة يتابعون فيها الأشعرية المتأخرة، في تعريف التوحيد، ونفي
العلو، وأن القرآن قديم وغير ذلك، كما تتابع الصوفية المتأخرة في المشي
مع القدر، وفي الحقيقة المحمدية والنور المحمدي، وذكر الرفاعي ما يشير إلى الحلول
أو الوحدة، ووافق