ثم راح لتلك الأحاديث الجميلة
التي رويت عن رابعة في محبة الله ليقضي عليها بفهمه الممتلئ بالعنف والغلظة، فقال:
(رابعة العدوية، ومن على شاكلتها هم أول من أطلق على محبة الله عشقا، والعشق ما
هو؟ إن العشق في أصل وضعه في اللغة العربية لما ينكح، والصوفية وضعوا هذا اللفظ
لما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، اعتبروه عشيقا كالذي يكون بين الرجل والمرأة،
قد يذهل الإنسان حينما يسمع هذا الكلام، وربما اعتبر البعض أن هذا تجنيا على
الصوفية، ولكنه حينما يتابع كلام القوم وما كتبوه في باب العشق يجد أنهم ينهجون
ذلك المنهج، ويقصدون هذا المنحى، ويعترفون أن علاقتهم بالله تكون على هذا المستوى)[1]
ثم يتساءل: (ما هو هذا العشق
الإلهي الذي لجأت إليه رابعة العدوية، ونسيت الدنيا، وما فيها وكرهت العالم جميعا،
وهل الله سبحانه أمرنا بهذا؟ هل الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نصد عن خلقه، وأن نصد
عن الناس، وأن نصد عن الزواج، وأن نصد عن المتع، وأن نصد عن المال، وأن نصد عن هذا
كله بحجة أننا تركنا هذا كله له، مع أنه هو الذي قال في كتابه: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ
اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف: 32] ثم كيف تمتنع
رابعة عن الزواج كما يقولون.. أتزعم رابعة العدوية أنها متفوقة على رسول الله k
الذي تزوج النساء وأكل وطعم وشرب، وهل نتصور أن رابعة أفضل من الرسول k، وأفضل من صحابته، هؤلاء الذين رباهم الله، وأنها أوتيت من العلم
ما لم يؤته رسول الله، وأكثر مما نزل في القرآن، وأنها تتخلق بأخلاق أكبر من أخلاق
القرآن؟.. وهذا وحده مخرج من الملة والعياذ بالله سبحانه وتعالى)[2]
هذه نماذج عن اللغة التي تحدث
بها هذا السلفي عن هذه المرأة التي اعتبرها