و(سيدي محمد
الكبير) في البليدة، و(سيدي بن يوسف) بمليانة
و(سيدي الهواري) بوهران و(سيدي عابد) بغليزان و(سيدي بومدين) بتلمسان و(سيدي عبد
الرحمن) بالجزائر، ويزاحمه (سيدي امحمد)، وليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة
بلدانهم وهم ألوف، ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل
واللات والعزّى وخصوصا إقامة الزردة حولها والذبح لها والتمسح بالقبور، أفترانا
نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون؟)
ثم أفتى بأن
(الطعام واللحم المقدّم في الزردة لا يحلّ أكله شرعا لأنّه مما نصّ القرآن على
حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول: ﴿حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ
اللَّهِ بِهِ ﴾ [المائدة: 3] فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل لغير الله، أي ذبح لغير
الله بل للمشايخ، فزردة (سيدي عابد) أقيمت له وهكذا (سيدي أحمد بن عودة) و(سيدي
بومدبن).. أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضّر، وتقول إنّ هذه الذبائح قد ذكر
اسم الله عليها، فأقول: ولو ذكر اسم الله فإنَّ النّية الأولى وهي تقديمها إلى
صاحب المقام، يجعلها لغير الله)
ونحب أن نختم
هذا العنوان بما حصل من تعظيم تلاميذ ابن تيمية وأتباعه الأوائل له، والذي لا
ينطبق عليه ـ بالمقاييس السلفية والوهابية خصوصا ـ إلا حكم الشرك الجلي.
فقد ورد في كتاب [البداية
والنهاية] لابن كثير تلميذ ابن تيمية النجيب قوله في أحداث سنة 728 هـ:(وحضر جمع
كثير إلى القلعة، وأذن لهم في الدخول عليه، وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرأوا
القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله، ثم انصرفوا، ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك
ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله، فلما فرغ من غسله أخرج ثم اجتمع الخلق بالقلعة
والطريق إلى الجامع وامتلأ بالجامع أيضا وصحنه والكلاسة وباب البريد وباب الساعات
إلى باب اللبادين والغوارة، وحضرت الجنازة..