لي أيضاً في الحرف والصوت
مثل ذلك، لا أدري أ مخلوقان أم منـزلان)، فابن بسام كان مثبتاً للصفات الإلهية،
لكن عَرَض له تردد واضطراب وتوقف بشأن صفة الاستواء والحرف والصوت، ومن المعلوم أن
التوقف والشك من طرائق المتكلمين، خاصة وأن المسؤول ليس على جادة أهل السنة المحضة)[1]
ومن الأمثلة التي ذكرها لذلك
رسالة (طُرَف الطَّرف في مسألة الحرف والصوت) لابن عطوة (948هـ)، ففي مطلع السؤال
أن أقواماً من طلاب العلم في نجد يجاهرون بتمشعرهم، ويشهدون أن القرآن لا حرف ولا
صوت، وأن من يقول هو حرف وصوت كافر[2].
وقد علق على هذا بقوله: (في
ذلك ما يكشف عن واقع الأثر الكلامي الأشعري على طلاب علم في نجد)[3]
هذه شهادة سقناها من باب ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ
أَهْلِهَا﴾ [يوسف: 26] لنبين من خلالها
أن سيف التكفير السلفي كما شمل سائر المذاهب الفقهية لم يراع حرمة أتباع الإمام
أحمد، بل زجهم جميعا في سجين تكفيره.
بناء على هذا سنحاول أن نذكر هنا النموذجين
اللذين أشرنا إليهما سابقا.
النموذج الأول: التكفير بسبب
التعطيل
ينص الحنابلة المنزهة على أن
الإمام أحمد ـ كان كسائر الأئمة ـ أبعد الناس عن التجسيم والتشبيه الذي وقع فيه من
يدعون التبعية له، وأن ما ينسب إليه من كتب وروايات في ذلك لا تصح عنه، فكتاب [الرد
على الجهمية] ليس هو من تصنيفه إنما هو من
[1] مسائل الاعتقاد عند علماء نجد قبل
الدعوة الإصلاحية، ص29.