العقيدة في أمر هو عندها (لب
العقيدة) وهي مسألة القبور وتوابعها من تبرك وتوسل وتعظيم وصلاة عندها... وبما أن
هذه المسألة (القبور والصالحين والتبرك..) هي من صلب العقيدة عند ابن تيمية فلا بد
أن تكون كافية لجعل (التيمية) فرقة مستقلة رغم أنها تلتقي مع الحنابلة في كثير من
العقائد كالصفات والرؤية والصحابة والقدر)[1]
ثم يبين الشيخ حسن انقسام
الحنابلة من حيث العقائد إلى قسمين أولهما: (حنابلة هم أقرب للأشعرية كابن الجوزي
فهو حنبلي اتفاقاً من حيث الفقه، ولكنه من حيث العقيدة هو من (المنزهة)، وكونه من
المنزهة أنكر بعض الحنابلة حنبليته في العقيدة وإن أقر بها في الفقه، وعلى كل ففيه
خلاف هل هو أشعري ينتسب لأحمد أم حنبلي ينتسب لأحمد.. فهو ينتسب لأحمد ويقول عن
نفسه (حنبلي) ويكتب في (مناقب أحمد) ويصنف في (الفقه الحنبلي) ويقول إن أحمد (كان
مثله منزهاً) فابن الجوزي لكن بالإجماع (منزه ومؤول) سواء كان هذا التأويل هو
مذهب أحمد أو مذهب الأشعري.. ومن قرأ كتابه (دفع شبه التشبيه) وجده مؤولاً في
العقائد بوضوح... وقد كان لهذا الشيخ الحنبلي المنزه صولة في القرن السادس ثم
اضمحل مذهبه شيئاً فشيئاً... إلى أن قضى عليه ابن تيمية في القرن الثامن)[2]
والقسم الثاني: (حنابلة هم
أقرب للكرامية [وهي فرقة جمعت بين التصوف والتجسيم] كالحنابلة المتقدمين من
تلاميذ أحمد كعبد الله بن أحمد والمروذي والدارمي (قبل 300هـ) ثم تلاميذهم كالخلال
والبربهاري (بعد 300هـ) ثم تلاميذهم كابن بطة (قبل 400هـ) ثم تلاميذه كابن حامد
(على رأس الـ400هـ) ثم تلاميذه كأبي يعلى (458هـ)... وهم أغلبية الحنابلة
المتقدمين.. ومن قرأ كتبهم في العقائد يجدهم
[1]
نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو
العلماء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ص23.
[2]
نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو
العلماء المعاصرين في المملكة العربية السعودية، ص24.