وكتبه وهرب كلٌّ من أتباعه ومَن
هو على مذهبه واعتقاده. والعجب كل العجب من جُهَّال حنابلة هذا الزمان
يغضبون إذا قيل لهم: (أخطأ ابن تيمية)، وربما اعتقد بعضهم أن قائل ذلك ملحد، ولا
يغضبون إذا قيل لهم: أخطأ الشافعي وأبو حنيفة ومالك والإمام أحمد. اللهم اشهد أني
برئ من كل مجسم ومشبه ومعطل وإباحي وحلولي واتحادي وزنديق وملحد ومن كل من خالف
اعتقاد أهل السنة والجماعة. وبرئ من كل من منع من زيارة قبر سيدنا رسول الله k ومن شدّ الرحل إليه ومن زيارة قبور الأنبياء والمرسلين والأولياء
والصالحين. اللهم وإني أسألك وأتوسل إليك بسيد الأولين والآخرين رسول رب العالمين
والأولياء والصالحين أن تحييني على الإسلام وتميتني على الإيمان على اعتقاد
أهل السنة والجماعة سالمـاً من اعتقاد أهل الزيغ والضلال والبدع والإضلال.)[1]
ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن
محمد القسطلاني (المتوفى 923 هـ) صاحب (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية)، وهو بالمعايير السلفية
بالإضافة لتجهمه وتعطيله قبوري مشرك، فقد قال في (المواهب اللدنية) عن ابن تيمية: (وللشيخ
تقي الدين بن تيمية هنا كلام شنيع عجيب يتضمن منع شد الرحال للزيارة النبوية
المحمدية، وأنه ليس من القرب بل بضد ذلك، وردّ عليه الشيخ تقي الدين السبكي في (شفاء
السقام) فشفى صدور المؤمنين)[2]
ومنهم الشيخ أحمد بن حجر
الهيتمي المكي الشافعي (المتوفى 974 هـ) المشهور بانتقاداته الشديدة على ابن
تيمية، وفيها ما يكفي للدلالة على تكفيره ـ على حسب المعايير السلفية ـ فمن أقوال
في ابن تيمية: (ابن
تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد
أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك