وحامل لواء
الشافعية في عصره)[1]، وقد كان من الذين انتدبوا لمناظرة ابن
تيمية، وهذا يدل على خلافه معه في المسائل التي ذكرنا.
ومنهم المفتي قاضي القضاة الشيخ
كمال الدين محمد بن علي بن عبدالواحد الزملكاني الأنصاري الشافعي (المتوفى 727 هـ)
الذي انتهت إليه
رئاسة المذهب الشافعي تدريساً وإفتاء ومناظرة، وله مؤلفات في الردّ على ابن تيمية
منها (العمل المقبول في زيارة الرسول)[2]، وهو بذلك يصنف ضمن القبورية
عند السلفية.
وقد ذكر ابن كثير ـ تلميذ ابن
تيمية النجيب ـ معجزة تحققت لابن تيمية ـ تتعلق بابن الزملكاني، وكيف أن المنية
عاجلته قبل عودته إلى الشام فمات في الطريق بسبب دعاء ابن تيمية، قال ابن كثير: (وكان
من نيته الخبيثة إذا رجع إلى الشام متولياً أن يؤذي شيخ الإسلام ابن تيمية، فدعـا
عليه فلم يبلغ أمله ومراده فتوفي في سحر يوم الأربعاء سادس عشر شهر رمضان بمدينة
بلبيس)[3]
ومنهم المفتي المحدث الشيخ شهاب
الدين أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل الحلبي (المتوفى 733 هـ)، وهو من علماء دمشق والقدس
وكان مفتياً ومحدثاً ومعلماً، وصفه الذهبي قائلاً: (ابن جهبل العلامة، مفتي
المسلمين)[4]، وله ردٌّ طويلٌ على ابن
تيمية في نفي الجهة أورده السبكي في طبقات الشافعية الكبرى.. وذلك الرد وحده كاف
لتكفيره عند السلفية.. فالجهة عندهم لا تقل عن التوحيد، بل تفوقه لأن منكر الجهة
يقول بعدم الإله كما نص على ذلك سلفهم.