ثم ذكر من أدلة وقوع النووي
في الشرك الجلي قوله في [المجموع] مبينا ما يستحب أن يقوله من يزور النبي k إذا وقف أمام قبره، فقد قال: (ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه
رسول الله k، ويتوسل
به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى، ومن أحسن ما يقول ما حكاه
الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا - يعني سائر الشافعية - عن العتبي
مستحسنين له، قال: (كنت جالسا عند قبر رسول الله k فجاء
أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: (ولو أنهم إذ ظلموا
أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد
جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي)[1]
ثم علق على هذا بقوله: (وهذا
القول خلل في التوحيد من الشارح –كفى الله المسلمين شره- فإن قوله عن النبي k: (يتوسل به.. يستشفع به..)، ألفاظ يستمعلها هؤلاء المتصوفة
ومرادهم منها السؤال والاستغاثة بالمخلوقين لا مجرد التوسل بذاته k حال سؤال الله تعالى، ولا يستغربن مستغرب
عدي للشارح من المتصوفة فإنه متصوف جلد، وله كتاب اسمه [المقاصد] ذكر فيه أصول
التصوف الخمسة، كما أنه قد أخذ الطريقة الصوفية من شيخه -في الخزعبلات!- ياسين
المراكشي، كما قال السخاوي في كتابه [المنهل الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي] عن
النووي نقلا عن السبكي في الطبقات الكبرى: شيخه في الطريق [ قلت: أي التصوف]:
الشيخ ياسين المراكشي، الماضي، ويشهد له ما أسلفناه عن الذهبي في ترجمته: أن الشيخ
كان يخرج إليه ويتأدب معه ويزوره، ويرجو بركته ويستشيره في أمور)[2]، وللنووي أذكار مشهورة
لايزال المتصوفة يرونها بأسانيدهم متصلة إليه، فهذه حقيقة لا شك فيها عند المنصفين