حين بذكر كلام السلفية في أي
علم من الأعلام نذكر تكفيرهم له.. لأن ابن عبد الوهاب أو السلفية لم يتعرضوا
بالتعيين إلا لمن واجههم، أو انتقدهم، أما من عداهم من العلماء في الأزمنة
القديمة، أو في الأماكن البعيدة، فإنهم اكتفوا بتكفيرهم تكفيرا مطلقا لا عينينا.
وقد ذكرنا سابقا أن التكفير
المطلق كاف لكل عاقل، لأن كل من كفر لسبب من الأسباب، فسيشمل ذلك كل من وقع في ذلك
السبب.
ثانيا ـ التكفير المعين:
بناء على ما
سبق من تصريحات أعلام السلفية المتقدمين والمتأخرين بتكفير كل من يقع في أحد
المكفرات العقدية أو الفقهية التي فصلناها في المبحث السابق، فإننا نحاول هنا أن
ننظر في مدى انطباق تلك التكفيرات على المدارس الفقهية الكبرى في الأمة، من
المدرسة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية.
وقبل ذلك نحب
أن نذكر هنا تصريحات ونصوصا من علم كبير من أعلام السلفية، ومن أحفاد الشيخ محمد
بن عبد الوهاب، تبين وجوب تكفير كل من انطبقت عليه المكفرات بأنواعها المختلفة،
وعدم جواز التوقف في ذلك.
وعنوان
الرسالة هو [تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة] وهي من تأليف الشيخ المحدث
الأصولي: إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
وهي من جملة
رسائل وكتب كثيرة ألفت في الموضوع، لتبرر ما فعله ابن عبد الوهاب من تكفيره للمسلمين
وحربه لهم، ومنها [مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد] للشيخ محمد بن عبد الوهاب،
و[رسالة الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين] للشيخ عبد
الله بن عبد الرحمن أبابطين.
وقد ذكر الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن
آل الشيخ دوافعه لتأليفه الرسالة، فقال: (بلغنا وسمعنا من فريق يدعى العلم والدين
وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد