responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كلكم كفرة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17

وهي التي تمارس التكفير على ضوء الحاجة التي يتطلبها الواقع، لا على ما تنص عليه المعتقدات نفسها، فهي تتفق مع المنهج الأول في كل شيء، وتختلف عنه فقط في استعمال التكفير أو الإعلان به..

فلهذا إن بدا لها أن تعلن الحرب على الصوفية أخرجت ميراثها الكثير من فتاوى السلف والخلف في تكفير الصوفية بطرقها جميعا، وتضليلهم واعتبارهم أكفر من اليهود والنصارى.. لكن إن رأت المصلحة أو كان الواقع السياسي لا يسمح بذلك، فإنها تكف عنهم شرها، بل تعتبرهم من أهل السنة قصد المكاثرة على الأعداء.

وكمثال بسيط على ذلك أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي هو مرجع السلفية الحديثة، يصرح في كل كتبه كما يصرح جميع تلاميذه بتكفير الصوفية وعوام المسلمين والحكم بكونهم مشركين شركا جليا، لكنهم في الوقت الحالي، وبسبب انشغالهم بالحرب مع الشيعة، نجدهم يوقفون كل تلك الحملة، التي تفرغ لها سلفهم، وقتلوا بها آلاف الناس، ليعتبروا العدو الأكبر هم الرافضة، وأن قضية الصحابة هي أكبر قضية في الدين.. مع أنهم لم يكونوا يهتمون بذلك كثيرا في الوقت الذي كانت علاقتهم فيه بمن يسمونهم الرافضة علاقة طيبة.

وهكذا نجد أصحاب هذا المنهج يمارسون كل أنواع الحيلة والخداع في إظهار التكفير أو الإسرار به، فإذا ما دعت الحاجة إلى ذلك أخرجوه، وإذا ما دعت إلى ضده كتموه..

ويمثل هذا المنهج ابن تيمية باعتبار الظروف الشديدة التي عاشها، والتي جعلته يضطر لممارسة أنواع من التقية في التكفير، والتي أقر أصحابه أنفسهم أن ابن تيمية لم يمارس ذلك التمييع مع المبتدعة أو الإرجاء إلا بسببها.

ويمثل هذا المنهج خصوصا كل من له علاقة بالدولة كهيئة كبار العلماء،

نام کتاب : كلكم كفرة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست