الملوك فمن دونهم مقبول
الكلـمة نافـذ الإشـارة، لا يخاف في الله لومة لائم)[1] إلى آخر ما ورد في ترجمته،
والتي تظهره مكانته الكبيرة في ذلك العصر، بالإضافة لعلمه وخلقه وتدينه.. ولكن كل
ذلك لم يجعل لحمه مسموما يحرم التعرض له، كما يذكر السلفية عندما ينتقد أي علم من
أعلامهم، وليتهم اكتفوا بنقده، بل أضافوا إلى ذلك تكفيره.
ولا يزال السلفية المعاصرون
يصرون على ما قال شيخهم، ويدافعون عنه، وقد قال بعضهم في تبرير تكفير الشيخ لابن
فيروز: (ولكن هذا
الخصم - محمد بن فيروز - قد بلغت محاربته ومناهضته لهذه الدعوة حداً لا يوصف، لذا
مدحه أحد خصوم هذه الدعوة وهو الحداد، حيث قال مادحاً لابن فيروز: (ولله در الشيخ
محمد بن عبد الله بن فيروز الحنبلي لما قام مجتهداً ابتغاء مرضاة الله في إطفاء
بدعة هذا الخبيث، كلما رأى وجهاً لبعض أهل المذاهب الأربعة، تبع ذلك الوجه إذا كان
مخالفاً لما يعلمه أو يقوله ابن عبد الوهاب البدعي)[2]، وبلغ من كيد ابن فيروز أنه – كما قال ابن حميد في السحب الوابلة - (كاتب السلطان عبد الحميد خان يستنجده على قتال
البغاة الخارجين بنجد)[3]
ومن العلماء الذين صرح ابن
عبد الوهاب بتكفيرهم العلامة الجليل عبد الله بن عيسى المويس (ت 1175هـ)، فقد قال ابن عبد الوهاب في
بعض رسائله: (وتذكرون: أني أكفّرهم بالموالاة، وحاشا وكلا؛ ولكن أقطع: أن كفر من
عبد قبة أبي طالب، لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله)[4]
فهو في هذا النص لا يكفر
الشيخ المويس فقط، بل يكفر كل من تبكر بقبة أبي
[1]
السحب الوابلة على أضرحة الحنابلة،
لابن حميد المكي ص:969.
[2] مصباح الأنام
وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل بها العوام، ص 60.
[3]
دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن
عبد الوهاب عرض ونقض، ص30.