وصرح بذلك في موضع آخر، فقال
في رسالة كتبها إلى أحمد بن عبد الكريم جاء فيها: (..وصل مكتوبك تقرر المسألة التي
ذكرت، وتذكر أن عليك إشكالا تطلب إزالته، ثم ورد منك مراسلة، تذكر أنك عثرت على
كلام للشيخ أزال عنك الإشكال، فنسأل الله أن يهديك لدين الإسلام. وعلى أي شيء يدل
كلامه، من أن من عبد الأوثان عبادة أكبر من عبادة اللات والعزى، وسب دين الرسول k بعدما شهد به، مثل سب أبي جهل، أنه لا
يكفر بعينه. بل العبارة صريحة واضحة، في تكفيره مثل ابن فيروز، وصالح بن عبد الله،
وأمثالهما، كفرا ظاهرا ينقل عن الملة، فضلا عن غيرهما؛ هذا صريح واضح، في كلام ابن
القيم الذي ذكرت، وفي كلام الشيخ الذي أزال عنك الإشكال، في كفر من عبد الوثن الذي
على قبر يوسف وأمثاله، ودعاهم في الشدائد والرخاء، وسب دين الرسل بعدما أقر به،
ودان بعبادة الأوثان بعدما أقر بها)[1]
ونلاحظ ان ابن عبد الوهاب
يضيف ـ كالسلفية سلفهم وخلفهم ـ ناقضا جديدا للإيمان، يسمونه [سب دين الرسل]، وهم
يقصدون منه انتقاد السلفية أو أهل الحديث.. لأنهم يعتبرون أنفسهم الممثل الشرعي
الوحيد للإسلام، بل للرسل جميعا.. ولذلك لهم الحق في أن ينتقدوا العالم أجمع، ولا
يحق لأحد أن ينتقدهم، ومن تجرأ وفعل صار كافرا، بل أكفر من اليهود والنصارى، لأن
اليهود والنصارى لا يعرفون أهل الحديث، ولا ينتقدونهم.
ونحب أن نذكر هنا ترجمة
مختصرة لابن فيروز ننقلها من كتاب من كتب الحنابلة، حتى نعرف مدى الجرأة التي كان
يمتلكها ابن عبد الوهاب وغيره من السلفية.
فقد قال ابن حميد المكي في
كتابه [السحب الوابلة على أضرحة الحنابلة]: