بلوغها الشيخ الفاضل عبد الرحمن
النجدي، ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرناها، من سفك الدماء، ونهبه
الأموال، وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال، وتكفير الأمة المحمدية في جميع
الأقطار، فبقي معنا تَرَدُّدٌ فيما نقله الشيخ الفاضل عبد الرحمن، حتى وصل الشيخ
العالم مربد بن أحمد وله نباهة، ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في وجه
تكفيره أهل الإيمان، وقتلهم ونهبهم، وحقق لنا أقواله وأفعاله وأحواله، فرأينا
أحواله أحوال رجل عرف من الشريعة شطرا، ولم يمعن النظر، ولا قرأ على من يهديه نهج
الهداية، ويدله على العلوم النافعة ويفقهه فيها...ولما حقق لنا أحواله، ورأينا في
الرسالة أقواله، وذكر لي أنه إنما عَظُمَ شأنه بوصول الأبيات التي وجهنا إليه،
وأنه يتعين علنيا نقض ما قدمناه، وحَلُّ ما أبرمناه)[1]
ومثله صرح الشوكاني ـ وهو ممن
يثق فيه السلفية ويعتمدون على كتبه، مثله مثل الصنعاني ـ فقد قال: (ولكنهم يرون أن
من لم يكن داخلا تحت دولة صاحب نجد وممتثلا لأوامره خارج عن الإسلام، ولقد أخبرنى
أمير حجاج اليمن السيد محمد بن حسين المراجل الكبسى أن جماعة منهم خاطبوه هو ومن
معه من حجاج اليمن بأنهم كفار وأنهم غير معذورين عن الوصول إلى صاحب نجد لينظر في
إسلامهم فما تخلصوا منه إلا بجهد جهيد)[2]
ونحب أن نشير هنا من باب المثال
والنموذج إلى العلماء الذين قام الشيخ محمد
[1]
إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال
ابن عبد الوهاب، ص:110، وقد أقر أعلام السلفية الكبار بهذه الرسالة، ومنهم: الشيخ
مقبل بن هادي الوادعي في،المصارعة،(ص:417)، ومنهم الشيخ عبد الله البسام في [علماء
نجد خلال ثمانية قرون] حيث قال:، كثير من أصحاب القلوب السليمة ينفون صحة الرجوع
عن الشيخ الصنعاني، وينسبون تزوير الرجوع والقصيدة الناقضة إلى ابنه، ولكنني تحققت
من عدد من الثقات، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاء بأن
رجوع الأمير الصنعاني حقيقة، وأن القصيدة الناقضة له وليست لابنه.. انظر: علماء
نجد خلال ثمانية قرون، (1/144)