عرف ذلك. وأكثر الناس يتعصب
لأهل الباطل، إما لأجل دنيا أو رياسة أو قرابة.. والفقيه الذي ينزل نصوص الكتاب
والسنة على الواقع، فينفذ الحكم فيهم على وفق النص، ولا يقدم عادة الناس أو حظوظ
نفسه، أو الخوف من أذاهم، فيداهن في دين الله فيهلك مع الهالكين)[1]
وبناء على
هذا نرى الكتب والرسائل التي تؤرخ للوهابية تعتبر كل من خالف ابن عبد الوهاب
مرتدا، فقد ورد في الدرر السنية: (وسئل أيضا: شيخ الإسلام، وعلم الهداة الأعلام،
الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى، لما ارتد طائفة من أهل العيينة، ولما
ارتد أهل حريملاء أن يكتب كلاما ينفع الله به.فأجاب..)[2]، وما أجاب به طبع في رسالة تلقى أهمية
كبيرة لدى السلفية اسمها [مفيد المستفيد في حكم تارك التوحيد]
وهكا يذكر
ابن غنام في [تاريخ نجدلابن غنام]، وهو الكتاب الذي أرخ للدعوة الوهابية: (وفي
شوال من هذه السنة 1165هـ ارتد أهل حريملاء.. وفي أواخر هذه السنة 1166هـ ارتد أهل
منفوحة)[3]
ولم يكتف السلفية من أتباع ابن عبد الوهاب بتكفير
عامة الناس من أهل البلاد المختلفة، بل راحوا يكفرون علماء الأمة الكبار الذين
عاصروهم، واعتبروهم علماء شرك، وقدوتهم في ذلك شيخهم النجدي محمد بن عبد الوهاب الذي صرح في مواضع
كثيرة من رسائله وكتبه بتكفير علماء عصره، ومن ذلك قوله:
(فاعلم: أن الكلام في هذه
المسألة سهل على من يسره الله عليه، بسبب أن علماء المشركين اليوم، يقرون أنه
الشرك الأكبر، ولا ينكرونه..وجواب هؤلاء كثير، في الكتاب والسنة، والإجماع؛ ومن
أصرح ما